سأكون فخوراً بأبناء بلدي إذا استحوذوا على 0.2% من براءات الاختراع في العالم

استناداً إلى التقرير الصادر من معهد اليونسكو للإحصاء، إحدى الجهات التابعة للبنك الدولي للعام 2010، فقد تجاوز معدل الإلتحاق بالتعليم الثانوي بدولة الامارات العربية المتحدة الضعف خلال العقود الثلاثة الماضية وبمعدل ارتفاع بلغ 81%، في حين تضاعف عدد الطلاب المُلتحِقين بالتعليم العالي خلال الفترة من عام 2000 إلى عام 2009 من 43,459 إلى 87,006 طالب وطالبة. جهود جبارة بُذِلت، وأرضية خصبة تلك التي تهيئت لأبناء وبنات هذا الوطن في سبيل الإرتقاء بتحصيلهم العلمي وجعلهم في مصاف أبناء أكبر الدول العالمية السباقة في مجالات التعليم والإبتكار وبراءات الإختراع المُسجلة.

لا ندعي هنا أننا وبخبراتنا التي لا تزال "محدودة"، وبقدراتنا "المتواضعة" أن نكون قد تهيئنا لمقارعة أبناء وبنات الولايات المتحدة أو أوروبا أو اليابان، فصحيحٌ أن عالمَنا العربي تطور كثيراً وزاد إنفاقه في هذا المجال بشكلٍ ملحوظٍ في الفترة الأخيرة "وخصوصاً دول الخليج"، إلا أني شخصياً سأكون فخوراً بأبناء بلدي إذا علِمتُ أنهم استحوذوا على نسبة 0.2% من عدد براءات الاختراع في العالم خلال العقد الحالي. ولما الفخر هنا، لأنه وبحسب تقرير اليونسكو عن العلوم لعام 2006، فقد أتضح أن الدول العربية "مُجتمعة" لم تنتج إلا 0.1% من العدد الإجمالي لبراءات الاختراع المُسجلة في المكتب الأمريكي لبراءات الاختراع والعلامات التجارية وفي المكتبين الأوروبي والياباني لبراءات الاختراع!

الكلام في العموميات لا ينتهي، فلا أحتاج لإجراء بحثٍ إذا أردت أن أقول أن "الامارات دولة ولادة للمبدعين والمخترعين، وأنها توفر الدعم اللازم لتطوير هذا المجال"، إلا أني أفضل التخصيص، ليس لحصر أسماء المبدعين ولا تصنيفهم، بل لتقديم البراهين والأدلة على صدق مقولة أن " الامارات دولة ولادة للمبدعين والمخترعين". العالم الاماراتي ذا العشر سنوات، أديب البلوشي هو أحد أدلتنا، صاحب عدد من الاختراعات الخاصة بذوي الإعاقة، فبعد استشعاره معاناة والِدِه المُصابِ بشللِ الأطفال منذ السادسة من عمره، وأديب يقدم لنا اختراعاته التي أهلتهُ للفوز بالعديد من الجوائز المحلية والدولية، حتى بلغ مجموع الشهادات التي حصل عليها (وهو لا يزال في الصف الخامس الابتدائي) ما يقارب المئة شهادة من مختلف المنظمات والهيئات المحلية والدولية، مثل مركز الأمم المتحدة للإعلام وجامعة الدول العربية، وكان آخرها المؤتمر الثاني لعلوم الروبوت والذكاء الإصطناعي في المملكة الأردنية الهاشمية.

وإذا أردنا تقديم الأدلة على أن "الامارات توفر الدعم اللازم لكل مُهتمٍ بهذا المجال"، فها نحن نقرأ خبر رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي للمخترع الإماراتي أديب البلوشي ليطوف العالم في رحلة علمية يعود بعدها ليوظف ما اكتسبه من خبراتٍ ومعرفة في سبيل تطوير بلده.

أديب ليس أول أدِلتِنا ولا الأخير، محمد الشامسي "خبير الروبوتات" وصاحب العديد من الإختراعات التي تم الإستعانة بها لأغراضٍ تخدم جهاتٍ حكومية في الدولة، ومالك شركة لقطع أجزاء "الروبوتات" وأحد الخبراء المُعتمَدين في هذا المجال على مستوى العالم، لم تكن بدايته كسابِقِه أديب، فقد بدأ الشامسي مشواره حين ألتحق بكلية التقنية بدبي ومن خلال مسابقة لصنع الروبوتات بالكلية، سمِع عنها وشارك لأول مرة في صنع جهاز إلكتروني وبرزت موهبته في هذا المجال فجأة حين فاز المركز الأول وبدأ حينها الإنطلاق والتوهج في عالم تصنيع "البروبوتات".

أما «اديسون الإمارات»، أحمد المجان فهو غني عن التعريف، فقد تصدر صفحات الصحف مِراراً وتِكراراً بفضلِ ما قدمَهُ من إختراعاتِ تفيد المُجتمع وتخدِمُ أهدافه، وهو كسابقيه يذكر في كل مقابلة له حرص ودعم أصحاب السمو الشيوخ له ولكل عملٍ ينوي التقدم به.

الأمثلة مُتعدِدة، وما تسطير بعضِها هنا إلا لتحفيز أنفُسنا أولاً ومن ثم أجيالنا القادمة على البذل والعطاء، فاماراتُنا الحبيبة تستحق منا بذل المزيد والمزيد من الجهد مما يخدمها ويحقق نظرة حكومتها في تحقيق النهضة الشاملة بمختلف القطاعات والمجالات.

المراجع (للأرقام و الإحصائيات):

http://www.bayanealyaoume.press.ma/index.php?view=article&tmpl=component&id=8642

كتاب رحلة الاتحاد - باب التعليم
صادر من مكتب سمو ولي عهد أبوظبي ضمن مبادرة البيت متوحد 2013